الجمعة، 11 أبريل 2014



من انت
سئوال يطرح نفسه ويلح علي الحاح الطفل الرضيع الذي يرغب في اشباع جوعه
فلا يجد امامه سوى البكاء والصراخ اسلوبا وحيدا في استدرار حنان الام وعطائها وكيف لها ان ترفض حتى لو كانت مجهده ولو كان هذا البكاء في منتصف الليل بعد يوم شاق ومتعب انها الام بكل ما تعنيه الكلمه .
من انت بل من انا ومن انتم ومن هولاء ومن اولائك ومن نحن كلها توصل للسئوال الملح وكلها تترقب الجواب الصريح وهي لا تقال الا للانسان ذلك المخلوق الذي حباه الله بكل الجمال الذي قال فيه المولي ({لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4) وامده بالعقل الذي يميز به بين الخير والشر بين الجمال والقبح بين المتضادات كلها وتمر حياه البشر بمنعرجات حاده تاخذ منهم وتعطيهم تذهب بهم شمالا لتعيدهم جنوبا ويضل الانسان ذالك الغز المحير الذي نستطيع ان نقول له من انت
لاننا نرى منه في بعض البشر على مختلف الازمان والاوقات شذوذا وبعدا عن جاده الحق والصواب وخروجا عن الواقع ونرى ايضا عكس ذلك من بعض البشر فما الذي جعل هولاء على هذه الصفه وجعل اولائك على تلك الصفه ولديهم كل مقومات التفكير والفهم والادراك انها ارادة الله التي جعل الاختلاف سنه من سنن الكون بين البشر
حيث قال({وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{118+119 هود)
من هنا ننطلق في هذا الموضوع لكي نسال من انت وهو سئوال يشمل الجميع لا نستثني منه حتى ذواتنا لاننا نرغب في فتح اسئله عن جوانب سلبيه في بعض الناس ولهذا فانني اول شخص اشير اليه واضع السئوال في وجهه وتحت ناظره وعقله هو انا العبد الفقير الى الله لعلمي ان النفس لها عدة احوال واهمها النفس الاماره بالسوء قال تعالى ({وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 ) من هنا ننطلق في طرح السوال تلو السئوال نحاول ان نتلمس جوانب من عيوب الناس والافراد والجماعات بحيث نسلط الضوء على خطاء او تصرف ممجوع وغير سليم في مجتمعنا نرجوا ان يزول لكي يعيش المجتمع في سلام وامان وسعاده وحيويه وقد اخترت اهل العلم بداء لانهم الذين قال الله في حقهم ({أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
من انت يا من تظن انك اعلم الناس وان غيرك لا يفهم هل تعتقد فعلا انك ملكت ناصيه العلم والفهم وان غيرك من الناس اقل منك علما ولهذا فانت ترفع نفسك درجات فوق البشر وتتعالى عليهم بما لديك من علم ومعرفه الم تعلم ان علمك قليل وان هناك من هو اعلم منك قال تعالى ({وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247 ) ايها الناس تريثوا فان الحيوانات والطيور والحشرات والاسماك وكل ما خلق الله لديه علم ومعرفه ولذلك فهم يستمرون بالحياه التي سخرها المولى لهم من خلال علم علمه الله لهم لكي يعيش انظرو الى قول المولى{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59
وتفكروا قول الله في حبيبنا المصطفى {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50 وفي تفسير هذه الايه ما يلي(50 - (قل) لهم (لا أقول لكم عندي خزائن الله) التي منها يرزق (ولا) أني (أعلم الغيب) ما غاب عني ولم يوح إلي (ولا أقول لكم إني ملك) من الملائكة (إن) ما (أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى) الكافر (والبصير) المؤمن ؟ لا (أفلا تتفكرون) في ذلك فتؤمنون -
ان من الخطاء على كل متعلم في اي علم كان ان يترفع ويتعالى على الناس بعلمه ولعل الخطاء يتضاعف ان كان هذا العالم او صاحب المعرفه بخيلا ولا يستفيد الناس منه ولا من علمه او كان ممن يعملون بغير ما علموا ولعلنا نعتبر من قصه نبي الله موسى مع العبد الصالح وكيف بدات لقد بدات القصه عندما قام موسى خطيبا في بني اسرائيل يدعوهم الى الله ويحدثهم عن الحق وكان حديثا جامعا جميلا قويا فقام رجل من بني اسرائيل وقال له يا موسى هل على وجه الارض رجلا اعلم منك يانبي الله فرد موسى باندفاع وعدم تفكر قائلا لا ليس هناك اعلم منى على وجه الارض وساق الله عتابا لموسى على تسرعه واثبات العلم له حين ارسل اليه جبريل عليه السلام يساله ويقول له يا موسى ما يدريك اين يضع الله علمه فعلم نبي الله موسى انه تسرع فعاد اليه جبريل عليه السلام ان عبدا من عباد الله بمجمع البحرين هو اعلم منك فتاقت نفس موسى لصحبه هذا العبد الصالح ولقيه في في الموعد فقال له العبد الصالح هل بارضك سلام من انت فقال له موسى انا موسي فقال العبد الصالح موسى بين اسرائيل قال موسى ما ادراك بي قال العبد الصالح الذي ادراك بي ودلك علي ماذا تريد ياموسى قال موسى ان اتعلم منك قال العبد الصالح اما يكفيك التوراه بين يديك والوحي ياتيك ياموسى لن تستطيع مرافقتي ولن تصبر على ما افعله - وتشرح لنا الايات الكريمه من قول الحق هذه القصه يقول المولى سبحانه
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً{60} فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً{61} فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً{62} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً{63} قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً{64} فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً{65} قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً{66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً{68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً{69} قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً{70} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً{71} قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{72} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً{73} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً{74} قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً{75} قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً{76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً{77} قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً{79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً{80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً{81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{82)} الكهف ( تسير القصه بالعبد الصالح ونبي الله موسى على الشرط بينهم ان لايسال ولا يعترض ولكن موسى لم يصبر حين راى العبد الصالح يخرق السفينه فكانت ردة فعله سريعه خوفا منه على غرق السفينه ومن فيها من البشر وهم كثيرون فكان الرد بان علمك قاصر وانك لن تستطيع الصبر على ما اقوم به فاعتذر موسى الا انه بعد حين راه يقتل الغلام فكانت ردة الفعل الثانيه الشديده من قبل موسى على قتل نفس بغير حق وكان الرد تكرارا للقول السابق ياموسى اخبرناك لن تستطيع ان تصبر على ما نقوم به فاعتذر موسى منه وقال له ان عدت للسئوال او الاعتراض فان الشرط قائم ولكنهم وصلو الى قريه اهلها بخلاء لم يقدموا لهم الطعام والماء للشرب ووجد العبد الصالح الجدار الذي يوشك على السقوط فبناه فكانت رده الفعل الثالثه من موسى له اعتراضا على القيام بعمل دون اجر خصوصا للبخلاء من الناس وقد افترقوا على ذلك وقبلها فسر العبد الصالح لموسى اسباب ما قام به ولا شك ان مسير موسى مع العبد الصالح استمر مدة طويله كان يتعلم فيها من علمه الا انه عندما ارتكب بعض الافعال التي بدت غير صائبه من وجهة نظر نبي الله في وقتها اعترض عليها ويروي الرواه عن ان العبد الصالح قد اخبره بالسبب وفق ما نصت الايات الكريمه الا انه قال له ياموسى لقد خفت ان تغرق السفينه ومن عليها لمجرد عيب جعلته فيها ولم تتذكر كيف ان امك القت باليم طفلا وحيد لا حول ولا قوة لك وقد سلمك الله بحوله وقوته فلم تغرق ياموسى لقد اعترضت على قتل النفس بغير حق حين قتلت الغلام وكان قتله بامر من الله ولكنك نسيت قتلك المصري - يقول المولى عز وجل في سورة القصص(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ{15} قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{16)) فهل خفت ان لا يتوب الله علي وقد تاب عليك وما قتلته الا بامر من الله رحمة بابويه وبه - ياموسى لقد اعترضت على انني بنيت الجدار بدون اجر فهل نسيت ياموسى عملك بدون اجر لابنتي شعيب يقول الله في سورة القصص{22} وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ{23} فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ياموسى لو فكرت لحظه لوجدت انك قد مررت انت بما مررنا به معا –
وبعد هذا هل يمكن لشخص ان يتكبر على الناس بعلمه ويستصغر عباد الله لانه يراهم اقل منه في العلم والله يقول ( {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76 )هذا امر غير محمود من انت ايها الانسان الذي تعلم يسيرا من العلم عليك ان تعلم ان غيرك يعلم اكثر من علمك حتى ولو لم يرتاد الجامعات والمدارس من انت حتى تتكبر بما تملكه من قليل العلم انتبه انتبه واسال نفسك من انا حتى اتعالى على خلق الله 
 ************************************************** ******
ابن البلاد شمعة المنتدى المنوره التي تحرق نفسها من اجل بث النور لا زلت صامدا كالحيد لا تزعزك الرياح
ابن البلاد شكرالك على التعليق الجميل الوحيد وكنا قد عزمنا على خط اكثر من موضوع بالتتابع على نفس المنوال وهو امر سياخذ منا جهدا ووقتا فراينا ان الصدى يعود الينا نحن فقط - علي بذل جهد اكبر والاهتمام بما بدات تدوينه منذ شهور ولا التفت اليه الا بين وقت واخر ويحتاج الى ان اركز عليه جهدي لك خالص التقدير ولكل من تصفح سوف نتابع المشاركه في المنتدى كلما سنحت لنا فرصه مع التاكيد على اننا بانتظار رسائلك القيمه وكتاباتك الجميله
 
 
نشكر العزيز درب المحبه المدير العام على تفاعله مع الموضوع الذي ربطه ببعض المعطيات والملاحظات في معنى وتفسير كلمتي من انت لأنه يعلم ان الامر اوسع من مجرد السؤال المجرد والجواب البديهي ولكن خلف التساؤل امور عديده- ولم نكن نرغب في ان نتطرق الى المحاسن بل الى الاضداد لان المحاسن من المفروض ان تسود وفعلها يدل على الخير في المجتمعات لأننا اولا مسلمون ومأمورون بان نحب لأخينا ما نحبه لأنفسنا وفي حديث لرسولنا عليه افضل الصلاه والتسليم ( (عن أبي حَمْزَةَ أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خادِم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله : 'لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه - رَواهُ البُخاري ومُسلم ) )هذا الامر لو استلهمناه لوضعنا حلولا لكل مشاكلنا فعلى الانسان مثلا ان كان غنيا ان يسال نفسه لو كنت فقير وكان زيد من الناس غنيا فكيف احب ان يعاملني لأنه ان اجاب بصدق فسوف تعتدل كفف ميزانه وحكمه على الامور وسوف يصل الى الحق والعدل وهكذا في كل مناحي الحياه شكر للمدير العام لمداخلته القيمه
 
من انت 2
نسير على الدرب لكي نوقظ بعض الانفس ونحن اولا ننصح انفسنا لاننا نعلم اننا مقصرين واننا ان لم ننل مغفره ربنا ورحمته فاننا خاسرين - اللهم رحمتك وغفرانك بنا وبكل عبيدك – سنحاول ان نتلمس بعض الجوانب السلبيه لتسليط الضوء عليها علنا ننبه غافل او نوقض نائم او نحيى موات قلب او نعيد توازن نفس ولسنا في توجهنا متقصدين لافراد او جماعات والله يعلم النوايا والسرائر الا ان في مجتمعاتنا نماذج من الاخطاء راينا ان نسلط الضوء عليها تحت عنوان من انت فاذا ما وخزك ضميرك او احسست ان الكلام موجه لك فاعلم ان هناك امر ما عليك تصحيحه نقول هذا ونحن نعلم بما جاء في الحديث الشريف الذي ضعفه البعض وحسنه البعض (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون )
طغوة المال
قال تعالى(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى{7}العلق)
من انت ايها الذي تتغطرس وتتكبر على البشر لمجرد ان لديك اموالا كثيره تلك الاموال اما انها وصلت لك من طريق الكد والعمل الشريف او انها قد تداخلت بكثير من الشوائب وربما اكتسبتها من مخالفات قانونيه وشرعيه واستلاب لحقوق الغير وسطو على مقدرات الاخرين وربما اتت لك بارده هينه سهله لا تعلم عنها شيئ عن طريق الميراث ( يقول اهلنا في حضرموت في امثالهم بعدم الفرح لما يصلك بالميراث حيث يقولون – لا تفرح بالورث يالماروث) ان الغرور والتكبر والتغطرس الذي يجعل صاحب المال يمارسه على عباد الله من المساكين الفقراء الذين قال عنهم الرسول في حديث رواه عبد بن حميد في مسنده وابن ماجه في سننه، بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين" من انت حتى تظن انك قد ملكت الناس بمجرد امتلاكك للمال الا تعلم ان للمال حقوقه الشرعيه والقانونيه فهل تودي حقوقه المشروعه للمحتاج وابن السبيل على شكل صدقات وربما كان لديك اقارب يحتاجون للصدقه وانت في خصام معهم ولا تصلهم بما حباك الله به يقول الله ( {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الروم38 )وقال ( {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }الإسراء26 ) وهل تعلم لمن تدفع الصدقات وما هي مصارفها يقول المولى جل في علاه({إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60 ) هل تودي حق الله بالزكاه على ذلك المال وهو حق مشروع للفقراء لا منه فيه ولا تبجح ولا رياء يقول الله ({وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأنعام141 )- ولماذا هذا التعالي والاستكبار الا تعلم بان التعالي من موجبات غضب الله وسخطه قال تعالى ({إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }القصص76 * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{77} قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ{78} فماذا كانت عاقبته ({فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }القصص81) من انت حتى تحتقر من هو اقل منك مالا ولماذا الا تعلم بان المال وديعه مسترده وان كثير من الناس بعد الغنى اصبحوا من الفقراء وكثير من الفقراء منّ الله عليهم فاصبحوا اغنياء وان من العجيب ان ترى بعضا الاغنياء وقد تكبروا وتجبروا على الناس وهم شحيحين الايدي فلا ينال الناس منهم غير الاذيه بعكس بعض الناس الذين لديهم ايضا هذه الخاصيه من التكبر والعنجهيه الا ان يدهم ممدوده تعطي فهولاء اقل ضرر وبعضهم يعصى ويتجبر ويتكبر ثم ينفق سعيا لمغفره وظنا منه انه بهذا يوازن بين الحسن والسيئ وعلى كل حال فان هذا الامر يعود الى بعض الخير في نفوسهم يقال انه كان هناك مجرما يسرق بيوت الناس ثم ينفق بعض المال على الفقراء والايتام وربما تجاوز الامر وبنى مسجدا او معلما تدرس فيه العلوم الشرعيه او بنى مدرسه اومستشفى او حفر بئرا ليستقي الناس منها - كما يقال انه كانت في زمن من الازمان امراه بغي ترتكب الزنى كمهنه لها ولكنها تطعم ايتاما من ريع ما تقوم به من فجور وبغي فقال الشاعر في حقهم
بنى مسجد اًللّه من غيرِحلِهِ= وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرَموفقِ.
كُمطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها = لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي.
ولا شك ان امور الخلق للخالق ولن نقيم محاكم لخلق الله فالله يحكم بينهم يوم القيامه قال تعالى({{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }الحج56)
من انت حتى تعتقد ان الناس يجب ان يقدمون لك فروض الطاعه والاستسلام بمجرد ان تقبل عليهم
من انت حتى تعتقد ان الناس يجب عليهم ان ارادو ان يجلسوا لديك فعليهم ان يغسلون ايديهم قبل السلام عليك ويتانقون قبل ان تقابلهم وان يتكلمون معك باسلوب الطاعه والمذله قبل ان تسمح لهم بلقياك من انت حتى تظن ان كل شيئ مباح لك لمجرد انك صاحب اموال واراضي وعمارات وسيارات واطيان واسهم ومراكب وتجاره حتى ترتكب المعاصي وتشرب المسكرات وتنتهك حرمات الغير وربما كان فيهم جارا وهذا حرمته اعظم
من انت حتى تظلم انسانا اخر وتغتصب حقوقه لمجرد انك استطعت ان تدفع رشا لمسئول او تقديم هديه ثمينه لمن يصادق على قولك ودعواك بالشهاده الزور
من انت فعلا ايها الانسان هل تعطي للاجير اجرته الكامله قبل ان يجف عرقه ام انك تماطل في الدفع - هل ترد الحقوق الى اصحابها وتفتح دفاترك لكي تنظر من ظلمته في بيع ومن اخذت عليه حقا دون ان يعلم ومن اغتصبت عليه ارضا بتدليس او بدون علمه لمجرد انه لا يعلم ان له شيئ فاستسهلت اخذها -
من انت ايها الغني الذي تتظاهر بالفقر والقله في المال خشيه ان تعطي الصدقه او الزكاه او التبرع لمصلحه المجتمع هل تعتقد انك تهرب من الناس بالتظاهر بالفقر والكفاف فتنجوا من تقديم العطاء فاذا انت نجحت فعلا في هذا الامر فمن ينجيك من الله
من انت ايها الغني الذي ظهر غناك وعرفت امكانياتك من خلال بناء بيت فخم وتجهيزه ومن خلال امتلاك سيارات ومن خلال امتلاك اراضي واطيان وعمارات وبيوت ومن خلال امتلاك شركات ومؤسسات ودكاكين اين موقعك من الاعراب هل انت مع الفقراء من ابناء مجتمعك هل انت مع مصالح المجتمع تقدم الخير لهم ام انت في وادي وهم في وادي اخر لا تسمع صراخ المرض وهم يئنون رغبه في علاج لا يستطيعون دفع ثمنه ورغبه في الوصول الى طبيب لا يستطيعون دفع تكاليفه لماذا تسد اذنيك عنهم لماذا تبتعد عن مجتمعك لماذا تصمت صمت اصحاب القبور لماذا تحجم عن العطاء اخوفا من الفقر والله يقول ({وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7) اين سيكون موقعك غدا حين يعود الاهل والمال ويبقى العمل كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا مات ابن آدم تبعه ثلاثة: ماله وأهله وولده، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع المال والأهل ويبقى العمل ]
اين سيكون موقعك اذا علمت ان المال الذي جمعته فان الله محاسبك عليه من اين جمعته وكيف جمعته وباي وسيله جمعته ليس هذا فحسب ولكن الله سيحاسبك على انفاقه ايضا هل اعطيت حقه هل زكيته هل تصدقت منه هل تواضعت لله به هل شكرت الله عليه قال رسول الله "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ "-
هل تعلم انك قد تورث لابنائك او بعضهم منهم هذا التكبر والغطرسه بعد موتك فيباهون كما تباهيت فيبنون لك على القبور كما قال الشاعر
أرى آهل القبور إذا أميتوا = بنوا فوق المقابر بالصخور
أبوا إلا مباهاة وفخراً = على الفقراء حتى في القبور
لعمرك لو كشفت الترب عنهم = لما عُرف الغني من الفقير
ايها المتكبر لما تملكه من مال من انت اذا لم تستطع ان تمد يد العون والعطاء فلا توذي عباد الله بسوء اخلاقك وتتكبر وتتغطرس عليهم -
ايها الغني المتغطرس هل يكفي ما سطرناه لكي ننبهك ام نزيد -
ايها الغني المتبختر المختال انتبه اذا كان هكذا حالك وتذكر أن الأموال عندك وديعة عارية مستردة،فلا تبخل ولا تتكبر ولا تتغطرس فمن اعطاك قادر بجود فضله ان يعطي غيرك وقادر ان يسترد ما اعطاك اياه وتذكر قول الله سبحانه
( {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26)
من انت 2
نسير على الدرب لكي نوقظ بعض الانفس ونحن اولا ننصح انفسنا لاننا نعلم اننا مقصرين واننا ان لم ننل مغفره ربنا ورحمته فاننا خاسرين - اللهم رحمتك وغفرانك بنا وبكل عبيدك – سنحاول ان نتلمس بعض الجوانب السلبيه لتسليط الضوء عليها علنا ننبه غافل او نوقض نائم او نحيى موات قلب او نعيد توازن نفس ولسنا في توجهنا متقصدين لافراد او جماعات والله يعلم النوايا والسرائر الا ان في مجتمعاتنا نماذج من الاخطاء راينا ان نسلط الضوء عليها تحت عنوان من انت فاذا ما وخزك ضميرك او احسست ان الكلام موجه لك فاعلم ان هناك امر ما عليك تصحيحه نقول هذا ونحن نعلم بما جاء في الحديث الشريف الذي ضعفه البعض وحسنه البعض (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون )
طغوة المال
قال تعالى(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى{7}العلق)
من انت ايها الذي تتغطرس وتتكبر على البشر لمجرد ان لديك اموالا كثيره تلك الاموال اما انها وصلت لك من طريق الكد والعمل الشريف او انها قد تداخلت بكثير من الشوائب وربما اكتسبتها من مخالفات قانونيه وشرعيه واستلاب لحقوق الغير وسطو على مقدرات الاخرين وربما اتت لك بارده هينه سهله لا تعلم عنها شيئ عن طريق الميراث ( يقول اهلنا في حضرموت في امثالهم بعدم الفرح لما يصلك بالميراث حيث يقولون – لا تفرح بالورث يالماروث) ان الغرور والتكبر والتغطرس الذي يجعل صاحب المال يمارسه على عباد الله من المساكين الفقراء الذين قال عنهم الرسول في حديث رواه عبد بن حميد في مسنده وابن ماجه في سننه، بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين" من انت حتى تظن انك قد ملكت الناس بمجرد امتلاكك للمال الا تعلم ان للمال حقوقه الشرعيه والقانونيه فهل تودي حقوقه المشروعه للمحتاج وابن السبيل على شكل صدقات وربما كان لديك اقارب يحتاجون للصدقه وانت في خصام معهم ولا تصلهم بما حباك الله به يقول الله ( {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الروم38 )وقال ( {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }الإسراء26 ) وهل تعلم لمن تدفع الصدقات وما هي مصارفها يقول المولى جل في علاه({إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60 ) هل تودي حق الله بالزكاه على ذلك المال وهو حق مشروع للفقراء لا منه فيه ولا تبجح ولا رياء يقول الله ({وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأنعام141 )- ولماذا هذا التعالي والاستكبار الا تعلم بان التعالي من موجبات غضب الله وسخطه قال تعالى ({إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }القصص76 * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{77} قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ{78} فماذا كانت عاقبته ({فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }القصص81) من انت حتى تحتقر من هو اقل منك مالا ولماذا الا تعلم بان المال وديعه مسترده وان كثير من الناس بعد الغنى اصبحوا من الفقراء وكثير من الفقراء منّ الله عليهم فاصبحوا اغنياء وان من العجيب ان ترى بعضا الاغنياء وقد تكبروا وتجبروا على الناس وهم شحيحين الايدي فلا ينال الناس منهم غير الاذيه بعكس بعض الناس الذين لديهم ايضا هذه الخاصيه من التكبر والعنجهيه الا ان يدهم ممدوده تعطي فهولاء اقل ضرر وبعضهم يعصى ويتجبر ويتكبر ثم ينفق سعيا لمغفره وظنا منه انه بهذا يوازن بين الحسن والسيئ وعلى كل حال فان هذا الامر يعود الى بعض الخير في نفوسهم يقال انه كان هناك مجرما يسرق بيوت الناس ثم ينفق بعض المال على الفقراء والايتام وربما تجاوز الامر وبنى مسجدا او معلما تدرس فيه العلوم الشرعيه او بنى مدرسه اومستشفى او حفر بئرا ليستقي الناس منها - كما يقال انه كانت في زمن من الازمان امراه بغي ترتكب الزنى كمهنه لها ولكنها تطعم ايتاما من ريع ما تقوم به من فجور وبغي فقال الشاعر في حقهم
بنى مسجد اًللّه من غيرِحلِهِ= وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرَموفقِ.
كُمطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها = لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي.
ولا شك ان امور الخلق للخالق ولن نقيم محاكم لخلق الله فالله يحكم بينهم يوم القيامه قال تعالى({{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }الحج56)
من انت حتى تعتقد ان الناس يجب ان يقدمون لك فروض الطاعه والاستسلام بمجرد ان تقبل عليهم
من انت حتى تعتقد ان الناس يجب عليهم ان ارادو ان يجلسوا لديك فعليهم ان يغسلون ايديهم قبل السلام عليك ويتانقون قبل ان تقابلهم وان يتكلمون معك باسلوب الطاعه والمذله قبل ان تسمح لهم بلقياك من انت حتى تظن ان كل شيئ مباح لك لمجرد انك صاحب اموال واراضي وعمارات وسيارات واطيان واسهم ومراكب وتجاره حتى ترتكب المعاصي وتشرب المسكرات وتنتهك حرمات الغير وربما كان فيهم جارا وهذا حرمته اعظم
من انت حتى تظلم انسانا اخر وتغتصب حقوقه لمجرد انك استطعت ان تدفع رشا لمسئول او تقديم هديه ثمينه لمن يصادق على قولك ودعواك بالشهاده الزور
من انت فعلا ايها الانسان هل تعطي للاجير اجرته الكامله قبل ان يجف عرقه ام انك تماطل في الدفع - هل ترد الحقوق الى اصحابها وتفتح دفاترك لكي تنظر من ظلمته في بيع ومن اخذت عليه حقا دون ان يعلم ومن اغتصبت عليه ارضا بتدليس او بدون علمه لمجرد انه لا يعلم ان له شيئ فاستسهلت اخذها -
من انت ايها الغني الذي تتظاهر بالفقر والقله في المال خشيه ان تعطي الصدقه او الزكاه او التبرع لمصلحه المجتمع هل تعتقد انك تهرب من الناس بالتظاهر بالفقر والكفاف فتنجوا من تقديم العطاء فاذا انت نجحت فعلا في هذا الامر فمن ينجيك من الله
من انت ايها الغني الذي ظهر غناك وعرفت امكانياتك من خلال بناء بيت فخم وتجهيزه ومن خلال امتلاك سيارات ومن خلال امتلاك اراضي واطيان وعمارات وبيوت ومن خلال امتلاك شركات ومؤسسات ودكاكين اين موقعك من الاعراب هل انت مع الفقراء من ابناء مجتمعك هل انت مع مصالح المجتمع تقدم الخير لهم ام انت في وادي وهم في وادي اخر لا تسمع صراخ المرض وهم يئنون رغبه في علاج لا يستطيعون دفع ثمنه ورغبه في الوصول الى طبيب لا يستطيعون دفع تكاليفه لماذا تسد اذنيك عنهم لماذا تبتعد عن مجتمعك لماذا تصمت صمت اصحاب القبور لماذا تحجم عن العطاء اخوفا من الفقر والله يقول ({وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7) اين سيكون موقعك غدا حين يعود الاهل والمال ويبقى العمل كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا مات ابن آدم تبعه ثلاثة: ماله وأهله وولده، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع المال والأهل ويبقى العمل ]
اين سيكون موقعك اذا علمت ان المال الذي جمعته فان الله محاسبك عليه من اين جمعته وكيف جمعته وباي وسيله جمعته ليس هذا فحسب ولكن الله سيحاسبك على انفاقه ايضا هل اعطيت حقه هل زكيته هل تصدقت منه هل تواضعت لله به هل شكرت الله عليه قال رسول الله "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ "-
هل تعلم انك قد تورث لابنائك او بعضهم منهم هذا التكبر والغطرسه بعد موتك فيباهون كما تباهيت فيبنون لك على القبور كما قال الشاعر
أرى آهل القبور إذا أميتوا = بنوا فوق المقابر بالصخور
أبوا إلا مباهاة وفخراً = على الفقراء حتى في القبور
لعمرك لو كشفت الترب عنهم = لما عُرف الغني من الفقير
ايها المتكبر لما تملكه من مال من انت اذا لم تستطع ان تمد يد العون والعطاء فلا توذي عباد الله بسوء اخلاقك وتتكبر وتتغطرس عليهم -
ايها الغني المتغطرس هل يكفي ما سطرناه لكي ننبهك ام نزيد -
ايها الغني المتبختر المختال انتبه اذا كان هكذا حالك وتذكر أن الأموال عندك وديعة عارية مستردة،فلا تبخل ولا تتكبر ولا تتغطرس فمن اعطاك قادر بجود فضله ان يعطي غيرك وقادر ان يسترد ما اعطاك اياه وتذكر قول الله سبحانه
( {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26)
 العزيزه ملاك
شكرا جزيلا على المرور
ونرحب بك مجددا في بيتك وموقعك ونتمنى ان لا يحرمنا الله من طلتك الطيبه انتي وكل اهل البيت
من سكان المنتدى القدماء والجدد الزوار والحلان ونتقدم اليك خاصه والى عموم رواد واعضاء المنتدى بالتهنئه الحاره بمناسبه حلول شهر رمضان المعظم داعيين المولى عز وجل ان يجعل ايام هذا الشهر علينا اسعد الايام وان يختم لنا بالصالحات وان يعيننا على الصيام والقيام وان يجعل هذا الشهر لنا رحمه ومغفره وعتق من النار كل عام والجميع بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق