رجز القنيص (2)
الرجز السريع وهذا الرجز السريع يقوله إخواننا من السويري جنوبا حتى ساه والغيول وهي مراجز سريعة ولا علم لي بعاداتهم ولقد وقعت أثناء بحثي عن مراجز القنيص فوجدت ما وجدت وأحببت إن أضع عينه أخرى من مراجز القنيص في حضرموت في إطار اهتمامنا بالموروث الخاص بعينات والذي لا يختلف بتاتا عن موروث أهل مشطه وهم مجاورين ويقنصون في إحدى خطمهم وادي مشطه ووادي مشطه ووادي عينات خصوصا شعب الغدير هم في الأصل جبل واحد ينقسم كما هي طبيعة الحيود أو الجبال إلى قسمين قسم لكل جانب فالقسم الشرقي من الجبل الذي نتكلم عنه يقع فيه وادي عينات يحده خليف بن سويد جنوبا والدحن في الجبل الذي يحتوي على ساق جبيليت شمالا ولست ملما بتسميات المواقع وانأ هنا كما هي عادتي لا أقدم أجوبه متكاملة ولكنني أمس الموضوع مسا فإذا وصلت الرسالة لمحب أو معجب فعليه إن يستكمل بقيه تفاصيلها هذا فيما يتعلق بعدم معرفتي للتفاصيل ولكنني إذا عرفت مفردات وتفاصيل في أي موضوع فأنني لا ابخل بها بل أوردها لعلمي إن إيراد التفاصيل هو ما يعطي للموضوع قوته وديمومته فقد اوجد لنا بعض أبناء عينات كتابا يحتفظ به الأحباب في لجنه القنيص أو لدى الابو وفيه تفصيل تفصيلي شبه متكامل لبعض الخطمات ومواقع نصب الشباك والمهرب وغير ذلك من التفاصيل وهو أمر لم يكن ليتيسر لولا إن بعض الناس لديها هذه الخاصية للكتابة في أشياء ربما من ينظر إليها في وقتها يراها نوع من العبث إلا إن لها موضع الركن والأساس في قادم سيأتي إن كان الاعتماد فقد على ذاكرة الأشخاص الذين ينقرضون ولكن ما يسجل في القراطيس هو الذي يبقى وقد قال حكيم ( كل سر جاوز الاثنان شاع = كل علم ليس في القرطاس ضاع) وفي الجهة الغربية من الجبل تقع خطمه أهل مشطه وحتى في سبيه فان مواضع في بعض الخطمات خاصة بعينات ومواضع أخرى قد تكون في الجانب الأخر من الجبل لأهل الخون وفي سابق الزمن لم يكن احد يعتدي على حقوق الآخرين وبدأت الحقوق تتلاشى وأصبحت الجبال كما هي الحقوق مستباحة – إذا فالرجز السريع رجز يشتهر من ذكرنا إلا انه ليس حكرا عليهم ففي عينات أيضا رجز سريع وإذا قلنا عينات فان أهل مشطه وأهل قرية اللسك وأهل دمون وأهل تريم وأهل ثبي وأهل السويري وأهل قسم وأهل الواسطه وأهل الخون وأهل السوم وما جاورهم شرقا جميعهم متقاربين في مراجز القنيص وتغلب على مراجزهم ألبطي برغم وجود مراجز سريعة ولذلك فان وجود أي زف للقنيص في احد تلك البلاد يتم دعوه أبو القنيص وعشاق القنيص من كل النواحي إليه ويشارك الشعراء من كال النواحي به لتقارب العادة والمثل الشعري وبرغم إن الشاعر أو الشعر ور أو الشويعر يمكنه بسهوله رص الكلمات في هذه المر اجز وهي سهله جدا والشاعر الجيد هو الذي يحرص على إن لا يقول أي بيت شعر يخطر بباله ا وان يرص الكلمات رصا سريعا ويبادر لقولها عندها سيكون كلامه عاديا لا قوة فيه وأحيانا المنافسة الشديدة تحثه على ذلك إلا إن من المستحسن إن يلوك الشاعر كلماته ويحسنها قبل إن يدخل الشنف لكي يكون بيته الشعري قويا ولهذا فان بعض الأبيات الشعرية لا تموت وبتداولها الناس جيلا بعد جيل وفي أحيانا كثيرة لا يعرف من قائل هذا البيت ويصبح البيت كالمثل كل يردده لجمله ولقوته ولكماله إن المر اجز الشعرية هي من أسهل أبواب الشعر هذا في راييي الخاص وفي إثناء زيارة قبل سنوات عديدة للغيضه حضرت زواج واحتفال لأحبابنا ألمهره أبناء مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير وقد حضرت مبارزه شعرية أو جلسه كان الشعراء فيها يتبارزون بالشعر فأوعزت لشخص توسمت فيه انه كبيرهم قائلا إنا من حضرموت وجئت للزيارة هل ترحبون ني إن أشارككم في هذا الاحتفال مع شعرائكم قال لي هل عندك شيء قلت له نعم وألقيت عليه بيتين أو ثلاثة آبيات رتبتها وفق طريقتهم فأعجب بها إلا انه اعتذر وقال إن عادتنا إن لا يدخل الغريب هنا خوفا من المشاكل ألناشئه وقد سجلت في مذكرتي عدد وافر من الأبيات على نفس وزن قصائدهم – وفي حادثه أخرى في عام أول 1991 بعد خروج صدام وقواته مباشره من الكويت وذلك إثناء جلوسي بالبلد بسبب أزمة غزو الكويت فقد كنا معزومين في تريم لزواج أقارب لنا من آل فقيهان كان إبائنا في السابق حريصين على التزاور بين الأقارب ولا زلنا نتعازم إلا إن ذلك الشغف قد قل كثيرا كانت الأوضاع صعبه وقد طلبت من الأخ الحبيب حامد عاشور بادباه إن يوصلني إلى تريم مع إفراد الأسرة وبالطبع الأخ حامد لم يأخذ مني فلسا بل الأمر كان خدمة لصديق وهي واحده من خدماته الكثيرة لي ولا أنساها له وجزاه الله خيرا لجزاء المهم إنني بعد إن تركت الأهل في بيت الأقارب نزلت إلى سوق تريم في موقع بين بريد تريم والجبانه في الطريق المؤدي إلى عيديد ووجدت فرقه الخليف للشبواني يتجمعون وكانت فرصه لي لأنني أحب التراث بكل إشكاله ووجدت الشاعر الأخ كرامه عمران وشجعني على ا ن أشارك وبدأت الفرقة بالإنشاد على مرجز شبواني دخل به شاعر الفرقة بعنوان ( تهنا لكم يالشعب يالعمال * خيره لكم لا أو نعم * تهنا لكم يالشعب يالعمال) والمرجز يتكلم عن فتره التصويت على دستور الجمهورية اليمنية ودقت الفرقة وبدأت بالتحرك دون إن يدخل شاعر لكي يغير أو يضيف وخطر لي خاطر فأحببت إن أشارك بناء على نصيحة الأخ كرامه بن عمران فطلبت من مقدم الفرقة جمعان عواضه رحمه الله ولأموات المسلمين وكان أيضا من أقاربنا إن يسمح لي بالمشاركة فقال لي ادخل وعندما اقتربت منعوني وقال رح للمسئول عن الفرقة المسئول ( غاب اسمه عن الذاكرة للأسف ) فذهبت إليه طالبا المشاركة فقال لي ماذا ستقول فأعطيته أول شطر في المرجز فأوقف الفرقة مباشرة ونصروا وانقسمت الفرقة إلى قسمين وألقيت عليهم الشطر الأول حيث قلت (خاين نفث صله= كذاب ويرد المحن = قد قطعوه أوصال = تهنا لكم يالشعب يالعمال-)
ثم الشطر الثاني وكان(ما جاء على حله = قذ دفعوه ضعف الثمن= ما كان فيها حال = تهنا لكم يالشعب يالعمال* )
ودخلت مره أخرى بطلب منهم وقلت في الشطر الأول(الورد مع فله = والصيعري قله تحن = لا تضربون الفال = تهنا لكم يالشعب يالعمال-)
والشطر الثاني(الخل ضد خله = وأتحير العاقل وجنّ = العم ضد الخال = تهنا لكم يالشعب يالعمال*خيره لكم لا أو نعم = تهنا لكم يالشعب يالعمال =) وقد تكرر دخولي للشنق عدة مرات بناء على طلبهم وكنت أضع أبيات شعري وفق ما يعتمل في صدري بسبب الغزو حتى إن بعض الجمهور قال لي أكيد أنت مغترب من الكويت أو بعضهم قال أكيد أنت من المنكوبين ولعل هذه الحادثة قد جعلت الأنظار تتوجه عليّ وروجت في تريم إن هناك شاعر جديد من عينات وبالواقع فانا لم أكن شاعر شبواني ولا شاعر دان وقد فوجئت بالقوم وهم يعقدون سهرة دان حضرها العديد من الشعراء من بينهم شاعر تريم الأخ حمد فقيهان له مني التحية والسلام ودعيت لها جبرا ووجدت نفسي في الصدارة وأخبرتهم إنني لثاني مره احضر سهره دان حيث كانت المرة الأولى في قسم في جلسة بالمقهاية على الشارع وشارك فيها الشاعر الكبير كوفان رحمه الله وقد ذهبنا للفرجة والاستمتاع فقط إلا أن الحاضرون ألزموني بالمشاركة وشاركت وكان الصوت على وزن (ردوه رده برده= مغناك ليله سعيدة =من يوم جيته زمان الأنس عندي عاد=
بك انسنا عاد عيده =والليالي رجعت لنا عيد ) وقد شاركت بعده أبيات إلا إنني لاحظت أن الشاعر كوفان رحمه الله كان غير مرتاح من حضوري فاستأذنت وعدت لعينات وهذا الأمر كان في عام 1991 وقد التقيت في العام الماضي في بيت أقاربنا آل بن عبد في قسم بأحد الإخوان ورايته يسلم علي بحرارة وقال لي أكيد ما عرفتنا أنا فلان وقد جلسنا جلسه دان في المقهى وتمنى أن نلتقي في سهره بقسم ثم شاركت بسهره في بيتي حيث كنت اعمل في المنزل وكان نقل المونه بواسطة ( الحمير) أجلكم الله وكان سائس احد الحمير مغني دان ويبدوا أنه التقى بالأخ حمد فقيهان وتبادلوا الحديث وعرف انه يعمل لدي فتنمى على أن نقيم سهره دان بعد انتهاء العمل وهذا ما حصل والرابعة كانت في منزل الفنان سالم مبارك محيور هذه كل تجاربي عن سهرات ألدان وهي تجارب قليله لا يمكنها أن تقدم شيئا لمتعلم الشعر ومن هو في إلف بائه = وإنني لثاني مره أشارك في شبواني حيث كانت المرة الأولى في عينات في افتتاح الدورة الرمضانية وقد أصر الحاضرون في سهره تريم على ا ن أدلي بدلوي في تلك السهر وهذا ما حدث رغم تمنعي بحجه عدم الإلمام والمعرفة إلا أنني لم استطع الفكاك وشاركت بالعيد من الأبيات في تلك- بالنسبة لي فان ذاكرتي في حفظ الشعر تعتبر سيئة وبنسبه كبيره ولكني أعوض عن النسيان فأنني أقوم بتسجيل الأبيات التي أقولها عندما أصل إلى البيت وكثير منها يغيب عن الذاكرة –وعوده إلى زف القنيص فإننا اليوم سوف نتناول المراجز الخفيفة في عينات ونعطي أمثله عليها بالكتابة والملف الصوتي المرافق لها وكما يلي
الوعول المربعيه.wav - 6.55 MB
http://arabsh.com/sounds/0e33454d65/...ربعيه-wav.html
الوعول المربعيه.wav - 6.55 MB
************************************************** ********************إلا إننا أيضا سوف نستعرض بعض المر اجز التي تقال في نواحي ساه وهي مراجز سريعة يتم إدخال الهاجر والمراويس على أداء المشاركين بها مما يعطي جماليه ويعتبر هذا الموضوع من تحديث وتجميل التراث الحضرمي وقد ادخل الفنان سالم مبارك محيور وفرقته والمشاركين معه في قنيص عينات المراويس والهاجر في القصائد المسرحة ألمسماه بني مغراة
من الرجز السريع القصير الذي يقال سابقا في عينات وهذا مثل
(قال بداع القوافي اسألوا عرافها = الوعول ألمربعيه بخت منهو شافها)
دان دانا دان دان دان دانا دان دان = دان دانا دان دان دان دانا دان دان
المقطع الصوتي كما يلي * إن كان لدى احد فكره حول تسجيل الصوت ارجوا أن يسعفني بها لأنني اتعب كثير في تحميل المقطع الصوتي من مركز عرب شير وكما يبدوا أن السرعة عندي ضعيفة وهذا من بركات شركة زين المفروض أن السرعة عندي قويه ولكن الشركات لا حدود لجشعها حاولت أن أسجل الصوت واضع له صوره لكي يتم تحميله لدى اليو تيوب بحيث أساعد الأحباب المتابعين حتى لا يحتاجون لتحميل الملف الصوتي فلم افلح ويبدو أن السبب أيضا سرعة الانترنت -
في مناطق أخرى يرددون رجزا سريعا يقارب في تقطيعه الرجز الذي نردده في عينات والذي أبرزته أعلاه بعنوان قال بداع القوافي اسألوا عرافها والرجز المشابه له بحسب الرابط التالي وتقول أبياته
(عندنا جمعه وزينه يوم جبتوا بالثنين = يوم حصلتوا الحبايب غيبوا ولهم سنين)
http://youtu.be/dXzdfg2J7DA
ربما لا تكون الكلمات هي نفسها ما تتردد من المقاطع فقد أكملت من عندي ما غاب عن فهمي وسمعي
هذه الكلمات تقال بسرعة ويمكن رص الكلمات كالتالي لإخراج رجز شبيه
(يأهلا وإلفين مرحب يوم عدتوا سالمين = من دحق للشعب سجل في سجل الغانمين)
أو( يا رجاجيل القناصة عاد في الخطمة ثنين = مربعي ومعاه صيده با تخلونه لمين)
وهو سهل جدا ويمكن تبديل القافية ولن يتغير شيء في الأمر -
أيضا وفي مرجز أخر من مراجز القناصة وهو مرجز من شطر واحد فقط وهو سريع جدا واعتقد انه يقال والجموع واقفة (با ترمى عا الهدف = ما يجيبوا إلا الرجال = لي يقبضون الحديد)
http://youtu.be/MWrCb4j5WZc
وأيضا المرجز السابق يمكن بسهوله رص الحروف لإنتاج مثل هذا الرجز وتبديل القافية لن يبدل شيء إلا أن الالتزام بالقافية وفق رغبة الشعراء وحتى يتم عصرها كما يقال ونقدم المثل التالي مننا
(يطلع الربان رف = ما يعول بالجبال = لو يقع حتى وحيد)
(من تحزم ما وقف = لي يشدون الحبال = صبحوا في يوم عيد)
وهكذا يمكن البناء على بيت أو رجز معين إن وجد أي شخص ألقدره لديه على قرض الشعر فعليه أن يبدءا بمثل هذا الرجز فهو أسهل أنواع البناء الشعري
يقول إخواننا من أهل البلدان المجاورة في رجزهم ما يلي
ويا مرحيب بأقوال من شاعر قويه = على شان المعزة شروعه نومسيه
http://youtu.be/GrrMmPJet6Q
ومثل هذا الرجز في عينات باختلاف القافية كالمثل التالي يقول شاعر لا اعرفه
سرحنا بالنبي والخضر واليأس معنا = ومن يقبض بربه لقاله ما تمنى
او كالمثل التالي لبيت يردده ألصبيه وهو أيضا لشاعر مجهول بالنسبة لي
عيال إبليس سرحو يمزون السجارة – على يبحر عزمنا ورشينا ألمداره
وانظروا كيف تقدم الرسالة التوعوية بالتنبيه على ضرر التدخين ووصف من يدخن من ألصبيه بأنه من عيال إبليس
إذا هذا الرجز الذي لا يحتاج منا توصيف هو احد المر اجز السريعة ويقولها أهل القنيص ومن المهم هنا أن نؤكد انه في ماضي الأيام كانت المر اجز على ما أظن واعتقد تقال بنسب وحدود زمنية ومكانيه فقد يبدؤون من تحت الجبل إلى بداية البيوت على رجز واحد ثم يتبدل الرجز إلى نغمه أخرى لمسافة محدده ثم يتبدل أيضا لمسافة أخرى وهكذا حتى يصلون إلى موقع التجمع والفارق بالأمر هو وجود شعراء لديهم ألقدره على التنويع وأشخاص في وسط الشنف سريعي التلقي يتلقفون ما يقوله الشاعر بسرعة فور تغير اللحن ويقودون أصحاب الشنف بدورهم - واذكر أن الأخ الحبيب محفوظ جمعان توفيق ( المشهور بابو جمعان) من مدينه عينات - فهو من اقدر من رايتهم في سرعه الفهم والتلقي والحفظ ولديه كنز من المعلومات حول القناصة ويحتاج إلى من يحاوره لكي يستخرج ما في عميق ذاكرته والأمر أيضا مطلوب مع الكثيرون من كبار السن في مجتمعاتنا-
أضع هنا رابط لزامل أهل عينات عند عودتهم من إحدى القنصات
http://youtu.be/TKkXM9aDlPU
وأتمنى أن أقدم في الجزء الأخير معلومات عن رجز أثقل واقوي هذا الرجز لم اعد اسمعه في عينات لا اعلم بسبب الشعراء أو بعدم استساغته من أبناء القنيص وكان بودي أن أتابع الأمر على نحو من وضع الكثير من المعلومات إلا أن صعوبة تسجيل الصوت وتحميله بسبب سرعه الانترنت وبسبب الوقت وأيضا بسبب الذاكرة التي لا تطاوعني ولدي الكثير من الأبيات في هذا الموروث إلا أنها حبيسة الأدراج في الخزائن ويمتلك غيري إضعاف ذلك وهو ما يتطلب جهة مختصة من الشباب المحب لجمع هذا التراث حتى لا يضيع فكما تعرفون فان شعر ورجز القنيص يموت موتا سريعا إلا ما يرسخ في ذاكره البعض ولا يرسخ في الذاكرة إلا بيت من ألف هذه النسبة ربما تكون واقعيه من وجهة نظري
وفي الأخير
أقول لمن يتابعني
سلام إلفين مني عدد ما الصبح صبّح = لكل من زار في هذه الصفحة تصفّح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق